قصيدة في عجلون
--------------------
للدكتور حسن ربابعة
-------------------
عـجـلون تيهي في حلى السندس
ورفّـي ظـلـيـلاً ولا تـيـأسي
فـان شـئـت هـزي بـبلوطة
وأخـرى بـزيـتـونـكِ الأقدس
وان تـسـألـي الياس ما ماره ؟
يـجـبـك الـمسيح من المغطس
بـلاد الـنـبـيـيـن من أعصر
طـهـور ثـراهـا ولـم ينجس
وان تـسـألـي العزَّ ما حصنه؟
مـنـيـعٌ دراويـه كـالـمُترس
تــراقـبُ الأعـداء أبـراجُـهُ
مـنـيـعٌ دراويـه كـالـمُترس
وحـولـه مـتَّـسـعٌ خـنـدق
يـكـعُّ بـعـيـدا مـن الـفرَّس
ومـنـه تـجـهَّـز فـي فـتحه
صـلاح وبـيـبـرس الشركسي
بـنـى جـامـعـا شـاهدا فعله
يـلـذُّ بـذكـرٍ ولـم يَـنْـبـسِ
يـطـاولـهـا شـجـرٌ قـربها
ومـئـذنـة كـالضحى المشمس
ومــاءٌ زلال يــنـابـيـعـه
مـن عـيـن جنا مبتغى الأفؤس
وامرر ب"عين التيس" ، ذق شهدَها
لا تـرتـوي مـن شربة الأكؤس
شـمَّـل إلى "التنور" ، تسمعْ رُغا
مـن عـيـن مـاء بـارد سلس
وانـظـر إلـى شـلال باعونة ٍ
يـصـبُّ فـضـيـضا ولم ييأس
ويـروي الـفـواكـه فـي واده
يـحـنُّ إلـى نـعـنعه معطسي
ب"كـفـرنـجـة "واديُّها ذو عطا
إذا حـجـز الـمـدُّ فـي محبس
و"عـبـيـن " أعـنـابها كنزها
تـرقُّ شـتـاء عـلـى الملمس
مـرايـا إذا جـئـتها في الضُّحى
ثـريَّـا تـشـعـشعُ في الحِندس
وبـاعـونُ ذي ولـدت نـاصرا
فـشـع َّذراريـه فـي الـمقدس
فـمـنـهـم فـقـيه ومنهم وليٌّ
ومـنـهـم تـويجٌ على الأرؤس
عـويـشـة ذي تـاجـهـم كلهم
حـفـيـظـة قـرآنـنا الأقدس
--------------------
.الدكتور حسن الربابعة
قسم اللغة العربية
جامعة مؤتة
rabab3h@mutah.edu.jo
* نشرت على رابطة ادباء الشام