الديسي حلم تحقق ولا ازمات مائية بعد الصيف القادم

المنتدى-على بعد 10 كيلومترات من الحدود مع المملكة العربية السعودية ،وتحديدا شمال شرق مدينة العقبة ،العمل جار في قاع دبيدب ويسابق الزمن لانجاز مشروع جر مياه الديسي.
«الانجاز مبهر وكبير» هو ما اجمع عليه الوفد الصحفي الذي جال ووزير المياه و الري المهندس موسى ضافي الجمعاني وكبار مسؤولي الوزارة والمشروع ، مطلعين على مراحل تنفيذ «الديسي» في زيارة نظمتها الوزارة وشركة جاما التركية المنفذة .
العمل في كل مكان في حوض الديسي، في ضبعا وخان الزبيب ومناطق من الخط الصحراوي ، في المدورة وبطن الغول حتى دبيدب، حفر ابار، خط الانابيب الناقل، بناء محطات الضخ وخزانات التجميع، ومحطة الكهرباء حيث ارتفعت الاعمدة وسط الارض القاحلة لترفع نسبة الانجاز الكلي الى 72% ،إذ لم يعد هنالك مجال للتاخير فخلال النصف الاول من العام المقبل يجب ان تصل مياه الديسي الى عمان.
وحوض الديسي ذو السهول المحاطة بسلسلة جبال رم ذات ارتفاعات تتراوح بين 800م-1852م فوق سطح البحر أضاف الى اهميته السياحية البيئية والتي تشتهر عالمياً،اهميته في انعاش المملكة مائيا.
يقول الجمعاني «بالاضافة الى الصخور الرملية التي تحيط بها السهول المنبسطة والتي تغطيها النباتات الصحراوية ،ها هو الان يضيف الديسي الى فخره فخرا اخرا ، فالديسي سيكون منطلقا لخط الناقل الوطني».
ويزيد»الديسي عندما يكتمل ..مشروع يحقق حلم وطن بخط ناقل وطني من الجنوب الى الشمال».
ويضيف «الصيف المقبل سنعاني فقط من الازمة المائية،وبعد ذلك التاريخ ستبدأ تباشير الديسي بالوصول الى عمان بكمية لا تقل عن 50 مليون متر مكعب و40 مليون متر مكعب لمحافظات المملكة اربد ،جرش ،عجلون و الزرقاء مما سيخفف من العجز المائي «.
ويلفت «وصول مياه الديسي سيحقق فوائد عديدة:انعاش الموازنة المائية بـ100 مليون متر مكعب،إضافة لمرونة اكبر في برنامج التوزيع من حيث الكمية والزمن وعدم حصرها في ساعات معينة،كما سيريح المصادر المائية الجوفية».
ويقول «في الاشهر المقبلة سيتسارع العمل بالمشروع خاصة فيما يتعلق بحفر الابار الـ55 للانتهاء منها خلال النصف الاول من العام الجاري».
ولان مياه الديسي قديمة غير متجددة تجمعت منذ آلاف السنين بسبب نزول الأمطار الكثيفة في تلك الحقبة الزمنية في جنوب المملكة, يثار الحديث من فترة الى اخرى عن تراكيز إشعاعية في طبقات صخرية فوق خزان الديسي المائي .
ويؤكد امين عام سلطة المياه المهندس فايز البطاينة «ان نوعية المياه المستخرجة من الحوض هي من مسؤولية سلطة المياه فيما تنحصر مسؤولية الشركة المنفذة للمشروع بنوعية المياه خلال ضخها في الانابيب».
ويزيد «لا توجد مياه جوفية في العالم خالية من الاشعاعات والنتائج الاولية للابار التي حفرت حتى الان والبالغ عددها 13 بئرا تم الانتهاء منها كليا اظهرت كميات متفاوتة في كميات الاشعاعات لا تعطي صورة واضحة».
ويشدد «الجهات الدولية الممولة للمشروع متشددة بشكل كبير حيال نوعية المياه المستخرجة وبحسب شروط اتفاقية المشروع لابد من خلط مياه المستخرجة مع مصدر مائي اخر وهو ما سيتم في خزانات التجميع».

التاريخ يعيد نفسه
وتاريخ المنطقة القديم ها هو يتكررعلى مستوى الوطن،فقد كانت منطقة حوض الديسي مراعيا للبدو الذين كانوا يعتمدون في حياتهم على الترحال لكون الديسي من المناطق الصحراوية الجافة والتي تشح فيها الأمطار وعندما تم اكتشاف حوض الديسي، أصبحت اباره مصدر جذب للبدو سكان وادي رم حيث كانوا ينتقلون من مكان إلى مكان في الوادي طلبا للكلأ والماء ،ونشأت تجمعات سكانية صغيرة على تلك الآبار.
والان، ونحن في عام 2012 يتوقف تخفيف العجز المائي للمملكة الذي يزيد عن 500 مليون متر مكعب ،على حوض الديسي حيث سيؤمن مع مطلع صيف عام 2013 نحو 100 مليون متر مكعب للمملكة،لمحافظات العاصمة والزرقاء و الشمال مع امكانية تزويد محافظات الجنوب في الحالات الطارئة.

إلى أين وصل العمل؟
في مكاتب المشروع بمنطقة القسطل ،قدم مدير العقود في شركة سويكو الاستشاري الفني للوزارة كيفورك مسرلن عرضا شاملا عن المشروع.
وقال «العمل جار على حفر الابار الـ55 منها 46 بئرا انتاجية و9 ابار احتياط «.
وأضاف «مدة تنفيذ المشروع 42 شهرا ومن المتوقع الانتهاء منه قبل منتصف صيف العام المقبل بكلفة 944 مليوناً و 380 الف دينار نسبة مساهمة الحكومة بالمشروع تبلغ 32%،ويعتمد المشروع في تمويله على دفع المبالغ المالية بحسب الانجاز والمرحلة التي وصل اليها العمل وبلغ ما تم ضخه حتى نهاية العام الماضي من المبلغ الكلي 641 مليون دينار اي ما نسبته 67%.»
وأشار الى «ان 25 مقاولا فرعيا يعمل في المشروع منهم 20 مقاولا محليا و3 عرب و مقاوليْن اجنبيين،وبلغ مجموع العاملين في المشروع حتى الان 4579 شخصا منهم 60% عمالة محلية».
ولفت الى ان «حرس البادية يؤمن الحراسة لبعض مقاطع المشروع من خلال 85 منتسبا لحرس البادية،إضافة لاعمال شركتي امن وحماية بما مجموعه 46 حارسا».
وقال»أن نسبة الانجاز الانشائي بلغت 58% فيما ناهزت بالتصاميم الهندسية الـ99%».

محطات الجولة
الجولة تضمنت محطات عديدة ،فبالاضافة لزيارة مكاتب المشروع في القسطل تم التوقف في منطقة ضبعا للاطلاع على اليات حفر الخنادق بعمق محدد وإنزال الانابيب وما يتبعها من عمليات تنظيف ولحام وليس انتهاء بإختبار الانابيب التي تتم من خلال ضغط الماء فيها للكشف عن اي تسرب ممكن.
ويبلغ طول مسير خط الانابيب 350 كيلومترا،يحمل كل انبوب معلومات اساسية،عن الطول والوزن لكنها تختلف في تاريخ الصنع،ورقم الانبوب،إذ يحمل كل انبوب رقما تسلسليا.
وفي المحطة الثانية في خان الزبيب تم طمر حتى الان 6 كيلومترات من الانابيب و تم انتهاء العمل فيها بعد التاكد من سلامة التمديدات.
العمل جار في إنشاء خطوط الأنابيب من المدورة إلى خزان أبو علندا وخزان دابوق،وإنشاء الخزانات ومحطات الضخ والمباني الخاصه بالمشروع، وبناء خطوط تزويد الطاقه الكهربائية من خلال شركات الكهرباء الأردنية والوطنية والتوزيع.
وتم الانتهاء من خزان تخفيف الضغط وخزان تنظيم الضغط واكثر من 95% من خزان التجميع وخزانات محطة ضخ جسر مادبا وتم إنجاز ما يزيد عن 90% من خزانات ابوعلندا وما يزيد عن 85% من جميع المنشآت الخرسانية في المشروع.
اما في منطقة المدورة فمباني المشروع مشيدة وتضم مجمعا سكنيا للعاملين ومطعما لتقديم وجبات الطعام ومرافق اخرى.
وانتهت الجولة بزيارة منطقة دبيدب التي فيها تحفر الابار حيث العمل انتهى في 25 بئرا او شارف على الانتهاء.

جريدة الراي الاردنية