عراق الطبل في بلدة عنبة اربد

كتب : ناصر الشريدة ـ من يزور عراق الطبل في قلب غابات عنبة في لواء المزار الشمالي يكاد لا يصدق سحر هذه الجبال الشاهقة والوديان السحيقة والعوارض الطبيعية والجيولوجية المكسوة باشجار الملول والسنديان والبطم والزعرور والخروب والسويد والقيقب والاجاص البري فيما تتمايل الاعشاب البرية والطيور والحيوانات بينها ويعلو صوتها في مسحة جمالية تسر الزائرين .
الا ان هذه المنطقة الخلابة تجعل السياح حائرين ويشعرون بالارتباك لقلة الخدمات السياحة المتوفرة فيها حتى ان عشرات السنين قد خلت وهم ينتظرون اقامة منتجع بيئي يستمد من جمال الطبيعة واعتدال مناخها اطاره خاصة مشروع التلفريك .
ويقول المهندس محمود الحوراني ان منطقة عراق الطبل هي من افضل المشاريع السياحية في لواء المزار التي يمكن الاستثمار فيها وتحقق نجاحات على صعيد توفير فرص عمل ومحاربة جيوب الفقر وان المجالس البلدية السابقة لمنطقة عنبة حاولت استغلال المكان الا ان التحديات المالية وراء ترحيلها الى المستقبل والى اليوم .
وعراق الطبل حسب وصف اهالي عنبة لا يبعد سوى كيلومتر واحد عن يمين الطريق الرئيسية المؤدية الى بلدة المزار الشمالي ـ اربد وسط الغابات حيث يمكن الوصول الى طرفة السفلي والصعود لقمته سيرا على الاقدام عبر طريق زراعي ترابي .
ولكن في كثير من الايام .. يقول محمد جوارنة يخشى المرء على نفسة من الدخول الى تلك الغابات وخاصة عراق الطبل البالغ مساحته (15) دونما بسبب وجود تشكيلات صخرية غاية في الجمال وحيوانات مفترسة وطيور جارحة .
ويضيف الجوارنة ان ما يزعجك كزائر للمنطقة غياب بنية تحتية من طرق معبدة وكهرباء وماء وساحات لوقوف السيارات ولالعاب الاطفال واستراحات واماكن للتخييم وممرات فرعية لممارسة رياضة المشي .
ويقول ابو عبدالله الجوارنة عضو مجلس بلدي المزار ان سكان عنبة اسرة واحد ويتطلعون باستمرار نحو تطوير منطقة عراق الطبل حيث يأتي الينا السياح من داخل وخارج الاردن باعداد كبيرة تعمل على احداث تغييرات في عقليتنا الاستثمارية باتجاة الانتعاش الاقتصادي والاجتماعي المنشود .
وشاركه العديد من سكان عنبة في مطالبة وزارة السياحة والاثار الاسراع في وضع عراق الطبل على اجندتها الاستثمارية وان لا يبقى خارج ترويجها السياحي كونه يمثل لوحة فنية قل نظيرها على الخريطة السياحية الاردنية .
ويعيش في ظل الغطاء النباتي لعراق الطبل حيوانات منها الخنزير البري والعلب (الحصيني) والضبع والسنجاب والعكس والنيص والذيب والقنفد والخلند والافاعي كما هناك الطيور بشقيها الجارح وغير الجارح مثل العقاب والصقور والنسور والدويري والزريقي والحمام البري والسود والبلبل والقبرة والحسون والصفرة والهدهد .
والان ايام الربيع تطل على المنطقة والزوار يبحثون عن مواقع الاستجمام والراحة كما يقول عبدالله الحوراني ولا يوجد خدمات ترفيهية ومساندة ولا حتى مرافق صحية فيه مما يجعل فرص حدوث ازمة نظافة واردة تزكم الانوف .
وحسب مختصون ان استثمار منطقة عراق الطبل سياحيا تساهم في تنمية الصناعات الحرفية الشعبية وتفعيل دور الاهالي التنموي وانعاش السياحة الرياضية في المشي والتسلق والصيد مطالبين الجهات ذات الاختصاص تحويله الى منتجع جبلي في الهواء الطلق .
ويعتقد سكان عنبة ان تطوير منطقة عراق الطبل سوف تؤدي الى تحسين اسعار الاراضي وزيادة الاستثمارات السياحية ورفع مستوى معيشتهم .
ويقولون ان هذه المنطقة تشكل مصدر جذب سياحي اذا نفذ فيها مشروع تلفريك كونه الانسب والاجمل لها .
الى ذلك يطالبون بربط منطقة عراق الطبل بغابات برقش ومغارة الظهر في لواء الكورة واشتفينا في عجلون لتشكل معهم اقليما سياحيا يستقطب الوف السواح من شتى اصقاع العالم .
وقد يكون هذا مبعث امل لاهالي تلك المناطق اذا قامت وزارة السياحة باستحداث مكتب سياحي خاص تنضوي تحته وتتوفر فيه الادلاء السياحيين وما يساندهم في الترويج للاردن .