حقاً أننا بلد العجائب..
في كل عام وتحديداً في 15-1 نقيم الدنيا ولا نقعدها بمناسبة عيد الشجرة،مسؤولون ينهمكون في التجوير على نبتة بحجم "الثآلولة" ، ومساعدون يدلقون الجالونات على حوض شجرة الوزير تحديداً، بناطيل "تفرط خياطتها " بسبب التطرف في الانحناء لتسوية التراب حول الغرسة ، كاميرا تجول على مجموعة طلاب من مدرسة حكومية يبتسمون ويتبادلون "الشقطات" ، مذيع تلفزيوني مجتهد يأخذ في ختام التقرير كلمة وزير الزراعة والأمين العام ،ومدير الحراج الذين يشددون جميعهم على زيادة الرقعة الخضراء ومكافحة التصحر ويشرحون بإسهام وتفاؤل كبيرين عن خطة الوزارة حول زراعة ربع مليون شجرة العام القادم وربع مليون في العام الذي يليه والذي يليه...وبعد ان يلف المذيع سلك الميكروفون "هظاك يوم وهاظا يوم " .
وعلى سيرة "وهاظا يوم" ،ينعكس هذا اليوم المثالي على مؤسسة التربية والتعليم تحديداً وذلك لتنمية حب الشجرة واهمتيها منذ الصغر في قلب الأردني، لذا يقوم معلمو المدارس النائية بزراعة شتلات ميرمية خلف إدارة المدرسة المستأجرة - غالباً تحت شباك المدير - يقوم في اليوم التالي طلاب الصف الرابع أ "المزحومين" بسقايتها على طريقة الري بالتنقيط...
نقلب الدنيا بنوايانا الطيبة واحلامنا الكبيرة نحو التشجير والتخضير والتزهير...وفي لحظة لا نعرف كم احتاج صاحب القرار من الوقت لكي يقرر ويتعهد ويختار أجمل وأروع وأبدع مناطق المملكة ليمرر على خصرها منشار المصلحة والاستثمار..تركوا 99% من مساحات المملكة البيضاء الشاغرة الفاغرة ،وزاحمونا على قلب العصفور،هل يزعجكم قلب العصفور الى هذا الحد
لا تقتلوا برقش ، صديقة الغيم ،أهداب الشمال، شقيقة الجنة،بنت السماء ، رئة النازحين من توابيت الاسمنت..
لن تريقوا رحيق برقش تحت "بساطير البزنس"...منشار الاستثمار لن يدور هذه المرة...حتى لو على رقابنا .
احمد حسن الزعبي..